قصة بصبص و إيناس
.
في عطلة صيف 2010.. زار بصبص بلاده الجزائر ..و كانت امه تريد ان تزوجه ..و ترك المهمة في يد أمه لتأتيه بزوجة كما تحبها هي ..فبصبص لم يرضى بالشقراوات الروسيات لأنهن لا يعرفن العادات و التقاليد الجزائرية ..و لن تكون زوجة تعلم الابناء الاسلام و التقاليد الاسلامية ..لذا فمن الأفضل من أم بصبص أن تأتي بزوجة الأحلام .. و يالا حظ الفتاة التي ستكون لبصبص .. فهو رجل عظيم يشهد له العالم بالذكاء و حسن الاخلاق و الاجتهاد في العمل ..
سريعا ..بعد مرور اسبوع على تواجد البخوفيسوغ بصبص في الجزائر .. ظهرت الفتاة المرجوة ..فهي ابنة صديقة ام بصبص.. و كانت ام بصبص المدعوة زينب لها علاقة طويلة مع أم ايناس زوجة بصبص المستقبلية .. فلقد جمعتهما علاقة عمل لمدة 30 سنة في الثانوية ...
.ايناس ..هي فتاة انيقة و محترمة ..أتمت دراستها الجامعية و هي تنتظر فرصة العمل .. و لحسن الحظ فعملها و دراستها هي نفس دراسة و عمل البخوفيسوغ بصبص ..و هذا ما أضاف مباركة أخرى على هذا الزفاف
( تشفو على كلمة الزفاف هههههههه قريب نسيتها أنا )
تم تحظير كل شيء .. من أجل اقامة حفل زواج يليق بسمعة العائلتين ..
و أقيم الزواج في فندق الشيراطون في أجواء رائعة ...و كان الجميع مسرورا ..حضر اصدقاء بصبص من كل بقاع العالم لمشاركته الفرحة .. و الجميع رقص و غنى و فرح بهذا الثنائي الرائع .. كان ثنائي كامل ..خالتي زينب ام بصبص فرحت كثيرا بابنها و حصوله على هذه الفتاة الشريفة ..و باركته و تمنت له السعادة ..اثناء الحفل .. كان كل شيء على ما يرام ..و الجميع سعيد .. لكن الانيقة ايناس كانت تبدو حزينة و لم تفرح بهذا الزواج الذي تحسدها عليه كل فتاة في العالم ...و خاصة بزوج هو بصبص .. لكن الجميع قال هذا شيء عادي ..و هو فقط حزن عادي لانها ستفارق اهلها و تهاجر الى روسيا و تبتعد عن اهلها و بلدها و هي التي لم تغترب يوما عن عائلتها و مدينتها ...الجميع فسر الحزن بهذه الطريقة ..
انتهى حفل الزفاف ..و بدا الجميع يغادر فندق الشيراطون ..و هم متأكدين من نجاح هذا الزواج ..ودع الاهل بصبص و ايناس اللذان سيذهبان لبيت بصبص الخاص في مدينة وهران الجميلة و اناسها الطيبين و الكريمين ..
وصل بصبص و ايناس الى البيت .. و كانا يعلمان ماذا سيفعلان ..كان بصبص مستعدا .. لكن ايناس مازالت شاردة الذهن و تفكر فقط دون الحديث ..اقترب منها بصبص و احتضنها و كلمها و قال .. زوجتي الجميلة ايناس ..في حياتي لم احتضن فتاة و لم حب فتاة .. و لم أفعل ذلك ..لعلمي انه لا يجب خيانة زوجتي المستقبلية التي يخبئها القدر .. كنت أخبئ جميع أحاسيسي و مشاعري لزوجة لم أكن أعرفها حتى .. و الحمد لله .. هذه أول مرة نتكلم .. و أنت ملاك سررت بأنك أنت زوجتي ..و لا تحزني عن فراق أهلك ..لانني سأخصص لك كل ما تحتاجين لزياراتهم و ستذهبين متى شئتي ..فامسحي دموعك و لا تبكي و كوني سعيدة بليلة ليست ككل الليالي يا ايناس ..و أتمنى من كل قلبي أن تكوني ايناس لقلبي و وحدتي التي مللت منها في غربتي ..
.
أجهشت ايناس بالبكاء من ما قاله بصبص.. و وقفت على رجليها بصعوبة و هي تبدو عاقدة العزم على قول شيء مهم ..و فعلا تكلمت اخيرا وقالت ..انا لا ابكي لفراق اهلي و لا لاجل اي شيء .. انا ابكي لحالك يا بصبص ..فأنا لم اكن اريد هذا الزواج ابدا ........
...انا كنت رافضة لهذا الزواج ..... لكنني لم استطع قول لا لامي و لامك ايضا .. لم استطع ..قالت هكذا و سقطت تبكي ..و نهضت وواصلت الحديث .. انا يا بصبص سأسارحك لانك رجل لا استطيع الكذب عليه .. انت تستحق الافضل .. أنا أحب شاب أخر ..و كنت اتمنى الزواج به ..لكن هذا قدري ..لا تلمني يا بصبص و لا تغضب مني و سامحني .. لكني أبقى زوجتك ..
تقدم لها بصبص دون ان يلمسها و قال لها .. سامحيني عندما لمستك منذ قليل .. كان خطأ غير متعمد .. لكن لماذا لم تخبريني قبل ان ألمسك ..كل ما في الامر انني لا اريد ان المس غير زوجتي ..و ما قلته قبل قليل اثر في .. و اريد ان أبكي لحالك .. فحقا من الصعب ان ترضى بالقدر الذي يمنحك انسان و يبعد عنك ما تتمنى ..لا تبكي يا ايناس و لا تحزني ..فأنت ستكونين لهذا الشاب الذي تحبينه ..و ستتزوجين به .. انا أعدك بهذا .. و الان يا ايناس .. امسحي دموعك و اجلسي و دعينا نفكر في حل يساعدك حتى تحصلين على من تحبين .
.احتارت ايناس و اندهشت كيف لم يغضب بصبص .. و لم يلمها ..و جلست تطلب العفو ..لكنه قال فكري معي .. بعد تفكر عميق في غرفة كان يجب ان تكون الان مملوءة بدماء ايناس ..لكنها تحولت الى غرفة مملوءة بالدوع ..تكلم بصبص و قال .. انا وجدت الحل .. فلا يمكن ان اطلقك الان حفاظا عليك من كلام الناس و حفاظا على شرفك ..و الحل هو ان تصبري انت و اتحمل انا ..سنبقى مع بعضنا حوالي شهرين .. انا سأنام هنا و انت هناك .. و من غد صباحا سنعود الى بيت الاهل و نعيش معهم الشهرين .. و سأمثل انا امام الكل انني قاسي عليك .. و اشتمك امام امك .. و أهملك .. و هكذا ستقول امك يجب ان تطلقيه و نصل الى مرادنا و من ثم اخبري من تحبين ان يتزوجك و اخبريه انك عذراء لم يمسسك احد .. و انما الزواج الذي تزوجتيه كان مجرد لعبة
...أعجبت ايناس بالفكرة .. و قالت سامثل معك .. و لكن في قلبها ازدادت حزنا على حال هذا الرجل العظيم بأخلاقه ..و تأسفت لحظه السيء لكنه قال لاتهتمي بي ..في الليلة الاولى حدث هذا ..و في نهاية الليلة طلب منها تغيير ملابسها حتى تنام و قال ساخرج حتى تبدلين ملابسك ..كان قمة في الاخلاق ..
عادا الى بيت الاهل .. و تحدثا في الليلة الثانية قليلا و قال لها .. لكنك لم تحدثين عن من تحبين .. من هو .. من يكون .. كيف تعرفت عليه ..فقالت له هو شاب وسيم اسمه الشويدي يعمل جندي بسيط في الجيش .. احبه من ايام الطفولة و هو الان متأثر لانه ظن انني خنته .. لكن بفظلك يا بصبص سأثبت له العكس ..و شكرا يا بصبص .. صدق من قال انك عظيم بأخلاقك ..
ناما بعيدين عن بعضهما .. كان يستيقظ في الليل و يجدها بردانة قليلا فيغطيها جيدا و يتحسس أنفاسها و يعتني بها و هي نائمة و في الصباح يخرج بصبص و يعو في اخر الليل و يمثل دور السكران و يضربها امام امها ..و يشتمها .. و هذا ما اثار دهشة الاهل عن بصبص الذي كان متخلقا لا يفعل هذا ..قبل النوم يخبرها ان الخطة ناجحة و يجب علينا المواضلة ..لكنها كانت حزينة و شاردة ..
.
في الايام المقبلة .. استمر الحال ..بصبص يخرج مبكرا و يعود في اخر الليل ممثلا دور السكران و يضربها امام امها ..بدا حال ايناس يتغير .. و تقول له ..اين كنت .. لماذا تأخرت .. لكنه يقول هي الخطة يا ايناس ..و ينامان بعيدين عن بعضهما ..و هو يستيقظ ليغطيها و يتفقد نومها اذا كان هنيء ام لا ...و استمر الحال و استمر الحال ..و ايناس لم يعجبها الحال .. كانت تتألم هذه المرة لانه يتأخر كثيرا و كرهت قسوته امام امها و حنانه في الغرفة .. و اصبح بصبص مكروه من الاهل . لكنها دافعت عنه و تقول هو ليس مذنب .. هو انسان عظيم بأخلاقه .. لا تحملوه ذنبا ليس ذنبه ..
و اقتربت نهاية الشهرين و في اليوم الاخير تكلم معها و قال .. غدا هو اخر يوم من هذا المسلسل .. اظن ان الخطة ناجحة يا ايناس و غدا اطلبي الطلاق امام امك و سأطلقك ..وناما ..
كان بصبص حزين .. لانه كان يريد زوجة تكون سند لهمومه .. كان يبني الكثير من مشاريعه على هذه الزوجة .. لكنه رضي بالقدر .. و طلع الفجر و خرج بصبص .. و ايناس تفكر ماذا تفعل في هذا اليوم الاخير ..جاء بصبص متأخرا كالعادة ..لم يعجبها الحال و قالت له اين كنت ؟ الا تعلم ان لك زوجة تنتظرك ؟ لماذا انت قاسي هكذا ؟ كانت تتحدث بقلبها و تبكي و تفاجأ بصبص امام امها .. و كان لزاما عليها مواصلة الخطة .. لكنه راى ان ايناس لا تعمل بالخطة و تتحدث من قلبها و تقول ..لن اسامحك .. لربما كنت مع فتاة غيري .. لكنه تحدث و قال امام امها انها الخطة يا ايناس ..
فاجأته ايناس و قالت أي خطة تتحدث عليها ..لا توجد خطة .. و انا مللت من هذه الحياة .. لماذا لا تكن كباقي الرجال و تعتني بزوجتك التي قلت انك ستجعلها اميرة .
.. فظت ام ايناس النزاع و قالت يا ابنتي .. ادخلي الى الغرفة و تكلمي على انفراد ...
دخلا الغرفة .. و اندهش بصبص و قال .. لماذا فعلت هذا .. كان من المفروض ان ينتهي التمثيل اليوم ..ماذا جرى لك ؟؟
سكتت كثيرا و تحدثت باكية .. انا لم تعجبني الخطة ..و لن تكون خطة بعد اليوم .. من اليوم عليك ان تدخل باكرا و تكون مهذبا امام امي ..هل فهمت ؟ لا تقل لي الخطة ؟؟ لا تبرر لي ؟؟ هل فهمت ؟؟
استعادت عقلها و تذكرت على ماكانا متفقين .. فقالت ايضا .. اعلم انه من الصعب عليك تصديقي .. و اعلم مدى الحزن الذي الحقته بك ..و اعلم مدى صعوبة تقبلك لكلامي .. لكنني اصبحت احبك و اريدك انت .. انت زوجي الذي ارغب به ..لا تحمل على كلامي السابق .. فقد كان حب مراهقة لا غير .. و مجرد احلام فتاة صبية ..انا الان احبك انت .. و ارجوك ..لا تفعل خطتك هذه مجددا .. و ان رفضتني فلك الحق .. لكني اتمنى منك ان تصدقني ...
وقف بصبص و مسح دموع ايناس ..و قال لها .. انه حقا امر صعب ..و لكنني اجدك شريفة و لن ارفضك ابدا .. انا ايضا احبك في صمت و تألمت كثيرا من هذه الخطة المريرة .. سامحيني .. و انت فعلا ستكونين اميرتي ..تقبل بصبص الوضع بسرعة ..و احب ماذا قالت له ..
و ختمت الليلة بقولها .. احببت فيك ماذا تفعله كل ليلة عندما تستيقظ و تغطيني و تتحسس حرارتي .. الفت نسمات انفاسك .. و اعجبني فيك بحثك عن ملابسك وحدك دون ان توقظني .. لكن من اليوم .. انا من سيعتني بك .. و سأحضر لك كل شيء .. لكن أرجوك أدخل باكرا ..فضحك بصبص كثيرا
.
و هكذا عاشا في سعادة و عرف الكل ان بصبص كان يمثل فقط و هو شاب رائع ...
.
------------- انتهى -----------
.
الفكرة العامة _____ الاخلاق هي من جعلت ايناس تحب بصبص و ليس لأنه مدير شركة بترولية في روسيا ♥
أعطونآ رأيكم في القصة ؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق